العلماء يقرأون الذاكرة المغناطيسية القديمة المحفوظة بداخل النيازك

الحجر النيزكي إسكويل

بواسطة تسليط أشعة إكس على حجر نيزكي، تمكن العلماء من قراءة رسائل مغناطيسية قديمة والتي تكونت في مرحلة مبكرة للنظام الشمسي، قبل نحو 4.5 مليار سنة. هذه التسجيلات، حُفظت بواسطة "مغناطيسية الفضاء" المجهرية التي ضُمِّنت في كتل الحجر الكوني، لتخبرنا  قصة عن اللحظة التي تجمدت فيها النواة المعدنية للكويكب مما أدى إلى خمود مجالها المغناطيسي. الذاكرة المخزونة هذه قد تسمح لنا بالإطلاع على المستقبل البعيد لكوكبنا، مما يسفر عن رؤية جديدة عما قد يحدث نتيجة استمرارية تجمد نواة الكوكب. وقد تم نشر عمل الدراسة في الطبيعة.

العلماء مهتمين بدراسة الكويكبات لأنها بمثابة حاوية الزمن، تحتوي على أجزاء هامة من المعلومات عن تاريخ النظام الشمسي. النيازك هي جزء من هذه العوالم الصخرية التي اصطدمت بالأرض، وتقدم للعلماء فرصة للتحقيق في ماضي كتل الحجر الفضائي.
النيازك المستخدمة في الدراسة والتي تبلغ من العمر 4.5 مليار سنة جُمعت من الأرجنتين، لكنها نشأت في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري. هذه الأنواع من الكتل الصخرية تُدعى البلًّاسيِتيِس "Pallasites"، وتتألف بشكل أساسي من خليط الحديد والنيكل، تتخللها بلورات السيليكات. وكان يُفترض منذ فترة طويلة أن مثل هذه النيازك تُطلعنا على القليل من السجل المغناطيسي للكويكب الأصل، لأن الحديد يمتلك ذاكرة سيئة، مما يعني أنه لا يحتفظ بالإشارات المغناطيسية جيداً.

لحسن الحظ بالنسبة لنا، أن هذه النيازك تحتوي على جسيمات دقيقة وضئيلة للغاية، أقل من واحد في الألف من عرض شعرة إنسان من المعدن المغناطيسي الذي يسمى تيتراتاينيت "Tetrataenite" فبخلاف الحديد هذا المعدن قادر على حفظ السجلات المغناطيسية لمليارات السنين، مما يسمح للعلماء بالإطلاع رجوعاً إلى المرحلة المبكرة للنظام الشمسي. على وجه الخصوص، هذه التسجيلات اصطادت الإشارة المغناطيسية في لحظة حساسة عند تشكل نواة الكويكب الأصل، وكذلك اللحظة التي تجمدت فيه، مما أدى إلى إخماد مجالها المغناطيسي.

باستخدام شعاع أشعة إكس استطاع علماء من جامعة كامبردج بتكوين صورة تفصيلية للمغنطة في جسيمات التيتراتاينيت، مما سمح لهم على الخصوص بقراءة الذاكرة المغناطيسية المحفوظة داخل النيزك. وتلك وفَّرت لمحة عن تجمد النواة السائلة للكويكب، والتي أسفرت عن مطالعة مثيرة للاهتمام للسجل التاريخي لمجالها المغناطيسي.

ورغم أن تجمد النواة أدى إلى إخماد المجال المغناطيسي للكويكب، إلا أنهم وجدوا بأنه كامِن حولها لفترة زمنية أطول بكثير مما كان يُعتَقد أصلاً، والبقاء طوال عدة مئات من ملايين السنين بعد تشكل الكويكب. وعلاوة على ذلك، وجدوا أن المجال المغناطيسي قد تَولد بآلية مماثلة لتلك التي تعطي كوكبنا مجاله المغناطيسي. باعتبار أن  السائل المعدني لنواة الكويكب برُد وبدأ بالتجمد، وتحركات الدوامات الداخلية للنواة ولَّدَ مجال مغناطيسي مُستدام، تماماً مثل كوكبنا.

تماماً مثل الكويكب، نواة الأرض تجمدت أيضاً، وإن كان أكثر بطئاً لِما يقارب المليار سنة. ما لا نعرفه هو كيف أثر هذا على المجال المغناطيسي، الذي هو قيد هذه الدراسة والتي يمكن أن توفر بعض المعرفة المفيدة. في نهاية المطاف، فإن النواة ستتجمد والمجال المغناطيسي الواقي سيخمد، ولكن ذلك لن يحدث قبل مليارات السنين .

مواضيع ذات صلة

مقالات بارزة 3009402909716898375

إرسال تعليق

emo-but-icon

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

item